ابو رامي مشرف المنتدى الاسلامى
sms : سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم عدد المساهمات : 831 نقاط : 12443 تاريخ الميلاد : 17/12/1966 تاريخ التسجيل : 18/07/2009 العمر : 57 الموقع : ميدو سمير العمل/الترفيه : موظف المزاج : الحمد لله علي كل شيء
بطاقة الشخصية الوطن:
| موضوع: جوهرة المدينة الأربعاء 9 ديسمبر 2009 - 20:48 | |
| في الثامن من شهر أغسطس من العام الجاري (2008) قررت دار النشر الأمريكية (راندوم هاوس)، سحب رواية "جوهرة المدينة"، عن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ التي كتبتها الروائية الأمريكية (شيرلي جونز)، وذلك قبل صدورها بعشرة أيام. المسؤول في دار النشر الأمريكية (توماس بيري)، قال ـ آنذاك ـ لـرويترز: تسلمنا نصيحة حذرة؛ إن إصدار الرواية ربما يسيء للمسلمين، وربما سيسبب عنفاً من المتطرفين". بالتأكيد كان بإمكان (راندوم هاوس)، أن تكسب الملايين من رواية مثيرة للجدل، غير أنها تصرفت تصرفاً مسؤولاً، يتعلق بأمن الولايات المتحدة بحسب تقديرها. من المفارقات بالغة الدلالة، أن أستاذة التاريخ بجامعة (تكساس) بـ(هيوستن) البروفسيرة (دينس سبيلبيرغ)، انتقدت الرواية ووصفتها بـ"القبيحة" و"السخيفة"، فيما دافعت عنها "المسلمة" المثيرة للجدل الأمريكية وباكستانية الأصل "إسراء نعماني" صاحبة كتاب "وحيدة في مكة"، والتي تتباهى علناً بأنها أنجبت ولداً من علاقة محرمة، وقالت: إن رواية "جوهرة المدينة" ما هي إلاّ رواية، تستهدف تعريف الإسلام لغير المسلمين بطريقة ميسرة! والحال أن الفارق بين (سبيلبيرغ) الأمريكية الأصل، وبين "النعماني" الباكستانية الأصل وهو الفارق بين "العفوية" في التعبير، و"التزلف" للمنظرة، ولفت الأنظار وادّعاء التحرر والتنوير ومفارقة العالم الإسلامي "الظلامي".. وكله له"ثمن". المؤسسات الكبرى والدول بتجلياتها الرسمية، تتعالى عادة على "انفعالات الشارع، وتجتهد في حدود ما تعتقد أنه "تصرف مسؤول"، حتى وإن لم يعجب قطاعاً ليس بالقليل من الرأي العام، وخرج عما استقر في ضميرها من تقاليد وأعراف، تكون عادة ثمرة تجربتها السياسية والإنسانية عبر التاريخ. فرنسا بعلمانيتها اللائكية "المتطرفة"، لم تتحمل الحرية الشخصية "الحجاب"، ولا حرية التعبير (مصادرة الحلال والحرام للقرضاوي عام 1994)، ثم مصادرتها لـ"أطلس الخلق" التركي في فبراير عام 2007 .. وكلها إجراءات كانت صادمة لما استقر عليه من انطباع بشأن "طهارة" التجربة الفرنسية، باعتبارها الخبرة النموذج، ومصدر الإلهام لكل قوى "التنوير" في العالم، والتي تنزلها منزلة التقديس والعصمة من ارتكاب ذات "الكبائر الثقافية" أو السياسية، التي اعتادت عليها السلطات الرسمية "الظلامية" في العالم الثالث! العلمانيون في العالم العربي، كفوا على المصادرة ـ بالتعبير المصري ـ "مأجوراً"، لأنه يطعن ـ ابتداء ـ فيما اعتبر "مسلمة" من مسلمات العلمانية، باعتبارها مذهباً محايداً، إزاء المعتقدات والحريات العامة من جهة، ويعطي للأنظمة في العالم الإسلامي "المبررات المرجعية" التي تسوغ لها مطاردة أصحاب الرأي من جهة أخرى، وهي المخاوف التي جعلت المثقف العلماني العربي، يميل إلى التزام الصمت، جلباً لـ"الستر" ودرءاً لـ"الفضيحة". وفي الوقت الذي اعتبره المسلمون "عملاً عدوانياً"، اعتبرته باريس ـ الرسمية، "عملاً مسؤولاً".. فانتشار الحجاب يهدد هوية فرنسا المسيحية، وكتاب القرضاوي ـ بمضمونه الفقهي ـ يعمق من خصوصية وتمايز الحالة الإسلامية في فرنسا، وينعش الشعور بالانتماء والولاء للأممية الإسلامية العابرة للحدود، و"أطلس الخلق"، ينقض نظرية داروين "البقاء للأقوى"، والتي تعتبر المبرر الأخلاقي للدول الاستعمارية الكبرى، لاستخدام القوة في العلاقات الدولية، ويسوّغ لها الحق في اتباع سبيل "الإبادة الجماعية" ـ إذا اقتضى الأمر ـ حال تعثرت مصالحها الاقتصادية بوجود شعب من الشعوب الضعيفة والمستضعفة. الدولة في الغرب ـ إذن ـ تصادر الكتب والأعمال الإبداعية، والدول في العالم الإسلامي تصادر أيضاً كتباً ومؤلفات، ربما يكون ثمة فارق في الدوافع "الحقيقية" للمصادرة بين الأولى والثانية، كأن تكون في العالم الغربي، بسبب ما تعتقد بأنه تهديد لأمنها القومي، وربما تكون في العالم الإسلامي لأسباب أخرى ـ نعلمها جميعاًـ لا يكون الأمن القومي من بينها، غير أن التجربة في الدول التي تعتبر نفسها "رائدة" في تقديس حرية الرأي والإبداع، تحملنا على الاعتقاد بأنه لا توجد في العالم كله دولة تسمح لنفسها بأن يُستباح وعيها الجمعي هكذا بدون ضوابط أو أسقف أو حدود، وإن بلغت مبلغ الاضطرار إلى تجرّع سُم "المصادرة" عن قناعة ورضا. | |
|
بوسى كات مشرفه المنتدى العام
عدد المساهمات : 257 نقاط : 11742 تاريخ التسجيل : 18/07/2009
بطاقة الشخصية الوطن:
| موضوع: رد: جوهرة المدينة الأحد 27 ديسمبر 2009 - 10:55 | |
| | |
|